الأربعاء، ٢٢ أكتوبر ٢٠٠٨

أوروبا عند كتابة البيان الشيوعي وحقد ماركس على انجلترا وفرنسا


تعتبر الثورة البورجوازية الفرنسية عام 1789 بداية مرحلة من الانتصارات ومن توطيد الرأسمالية في البلدان الأكثر تقدما في اروبا, فهي سبقت انجلترا, ومهدت الثورة الصناعية لجيرانها ,وابتدأت منذ القرن الثامن عشر بإدخال الآلة إلى المصانع , مما ساعد في رفع الإنتاج وخصوصا الانجليزي حيث وصلت الصادرات البريطانية إلى نسبه عملاقه فعلا وذالك بانتقالها من 24900000 جنيه إسترليني عام 1801 إلى 175400000 جنيه إسترليني عام 1850 .
في فرنسا تم التغلب على عوائق الإقطاعية في الفترة النبوليونية التي منعت أي اعتراض على استخدم الآلة والآلة البخار خير مثل على ذالك حيث أنها وصلت في عام 1830 إلى 600 بعد أن كانت 15 آلة فقط في العام 1815 وفي العام 1834 كانت في فرنسا 5000 حياكة وذالك ما مكن مدينة ليون الفرنسية أن تصبح أهم مراكز صناعة الحرير وتطوره الصناعة الفرنسية في العام 1850 لتشمل 3500000 حلالة و116000 آلة حياكة .
وكانت صناعة استخراج الفحم في اروبا تقدر بمليون طن في العام 1810 وأصبحت في العام 1850 خمسة مليون طن وكانت عائدة الصناعة الفرنسية ارتفعت من مليارين عام 1812 إلى 4 مليارات في العام 1850 ورافق هذه النهضة الأوربية بناء خط سكة حديد بلغ طوله في العام 1850 3000 كيلو متر وكذالك تحرر الإنتاج الزراعي وتربية الماشية وذالك بتحول اورباء نحول الرأسمالية بدلا عن الإقطاعية .


إلا إن انجلترا تغلبت على فرنسا في سباق السوق فحين كانت فرنسا تعد 5000 آلة في عام 1834 كانت انجلترا تعد 100000 , وقد شجعت هذه ألصناعه المتفوقة - في حينها - انجلترا على استعمار العديد من الدول بين عامي 1836 و 1859 حيث استعمرت سيام والسند والبنجاب والنيبور وسنغافورة وعدن وبيرمانيا وبأشرة في حرب الأفيون .
إلا أن الوضع لم يكن جميلا دائما حيث حدثت أول هزه اقتصادية عنيفة عام 1825 مما تسبب في إفلاس أكثر من 80 بنك في ارو باء و توالت الأزمات في الأعوام 1837 و1847 و1857 و1866 إضافة إلى انهيار البورصة في العام 1826 وتراجع الطلب على المنسوجات القطنية بين عامي 1825 و1870 بنسبة 23% وانخفضت الواردات من القطن الخام المصدر إلى ارو باء بين نفس الفترة بنسبة 26% تتراجع الطلب على الحرير بنسبة 19% .

مما جعل أصحاب المصانع - ومنهم انجلز- على ورفع ساعات العمل حيث بلغت 15 إلى 16 ساعة يوميا , وهبطت الأجور في انجلترا مثلا بنسبة 10%
ومع انتشار البطالة انتشرت العديد من الأفكار المجنونة والممارسات الغير سوية ومنهم حركة أللوديين التي كانت تهاجم المصانع وتقوم بتدمير الآلة كي لا تتكاثر وكانت هذه الحركة يتزعمها روبرت أوين وشارل فورريه وكلود هنري سان سيمون حيث كانوا يعيدون جماهير العاطلين باشتراكية يوتوبية وكانوا يعترفون بان جمهورهم قطيع من الجهلة والخانعين الذين يمكن استغلالهم وانتشرت أفكار اليوتوبية الاشتراكية وتكونت الكثير من الجماعات أللاشتراكية - اللصوصية حينها - فتشكلت عصبة العمال عام 1836 والميثاقيين ( الشارتريين ) والمنظمة الوطنية للميثاقيين في العام 1840 .

أما ألمانيا ففي نفس الفترة كانت متخلفة بشكل هائل على الصعيد على الصعيد الصناعي والاجتماعي ولم يكن في الإمكان مقارنة نموه مع فرنسا ناهيك عن انجلترا فقد كانت بلد زراعية ولكن بعض المناطق الشمالية لنهر الراين قد عرفت نوعا من التطور من النمط الرأسمالي وذالك تحت تأثير الغزوات الفرنسية الذي خضعت له أثناء الغزوات النابولينية وحوالي العام 1850 كان نظام الإنتاج العائلي هو المسيطر والآلة كانت في حكم الغائبة .
في هذه الفترة المطربة صعودا في تاريخ أوربا نشاء كارل ماركس والذي كان يرى بعينيه الآثار المدمرة التي خلفتها الحروب الفرنسية في ألمانيا و النقص الحاد في وسائل المواصلات واحتكار الشركات الانجليزية للغابات الألمانية , نقص الموسوسات الاقتصادية والمالية المناسبة الحرب الأهلية والكره المتبادل بين 39 قومية مختلفة ।
إلا أن انجلترا كانت تعتبر جنة العمال أمام ألمانيا حيث كان اجر العامل الألماني في العام 1850 يمثل 88 % من اجر العامل الانجليزي في العام 1801 ويقدم النساء والأطفال مشهد أكثر درامية من هذه فقد كانوا , نتيجة عملهم لهذه النوع من العمل الشاق مرضى باستمرار وكانوا يشيخون قبل الأوان ويمتون نتيجة حوادث العمل التي كانت ألمانيا تحتل فيها المرتبة الأولى كل ذالك دفع بماركس لكره فرنسا وانجلترا وتمكن من إخفاء حقده عبر استغلال الأحلام اليوتوبية للطبقات المسحوقة والمتعاطفين مع قضيتهم .

لم يكن ماركس مفكرا أصيلا إنما مجرد حاقد خصوصا على الانجليز فهو يطالب أن توزع العوائد المالية على الجميع متجاهلا النفقات التشغيلية وأجور عشره مليون عامل في انجلترا وحدها إضافة إلى الضرائب الباهظة جدا والتي كانت أهمها ضريبة مكافحة الخمور والتي كانت 10% من أجمالي العائدات الصافية , كل ذالك تجاهله ماركس ليكتب بيانه الشهير في 1848 والذي تظهر نوايا ماركس العدوانية فيه واضحة وضوح الشمس حيث يقول (إن تاريخ أي مجتمع حتى الآن، ليس سوى تاريخ صراعات طبقية. حر وعبد، نبيل وعامي، بارون وقن، معلم وصانع، وبكلمة ظالمون ومظلومون، في تعارض دائم، خاضوا حربا متواصلة، تارة معلنة وطورا مستترة، حربا كانت تنتهي في كل مرة إما بتحول ثوري للمجتمع كله، إما بهلاك كلتا الطبقتين المتصارعتين. )
أن ماركس الحاقد على المجتمع يكتب انه يجب أن يهلك ربع - أصحاب الأعمال - أو ثلاث أرباعه - العمال - أو جميعه فأي تفكير مريض متكبر هو تفكير ماركس أي عنصرية يوجه بها المجتمع في حينها من اجل تدمير الاقتصاد وتدمير فرنسا وانجلترا ماركس الذي وضع مقاربه في ذهنية بين العامل الانجليزي والعامل الألماني ازداد حقده فلم يستطيع إلا أن يضع نظريته من اجل سحق الجميع أو رفعت ألمانيا التي لم يكن فيها مركزا إنتاجيا مهما سوى مقاطعة سيليزيا التي توفرت بها 150 مكينة فقط وشن فيها العاطلون عن العمل في العام 1844 معارك ضد الجيش النظامي الفرنسي وكان هذه هو السبب الرئيسي في اختراع ماركس لنظريته التي ظاهرها الرحمة وباطنها أسوى أنوع حب الانتقام والعنصرية .

أن كارل ماركس نفسه لم يكن ليتوقع أن تعيش نظريته القومية المتطرفة عمرا مديدا لأنه يعلم ما هي , لكن ماذا نقول والغباء متوفر جدا في العالم
كان هذه هو الجزاء الأول من تاريخ كتابة البيان الشيوعي ويليه الجزاء الثاني والثالث قريبا