وفى مفكرتى السرية عام 1947، وأنا تلميذة فى المدرسة الداخلية فى حلوان الثانوية، ظلت هذه القصيدة مكتوبة بالحبر الأسود، محفورة فى ذاكرتى وفوق الورق:
قبل أن أغيب فى النوم كل ليلة، أقول لنفسى:
سيأتى الصبح حتما ولن أموت، وإن مت.
فلن يؤلمنى شئ بعد الموت.
لا السقوط فى الامتحان، ولا الضرب.
على أطراف الأصابع بالمسطرة.
ولا زمهرير البرد ولا لهيب الشمس ولا نار الجحيم.
لم أجد إلا صديقتى فى العنبر لأسألها، هل نموت.
وإن متنا هل يؤلمنا أن نموت؟ أين نحن
الآن فى عنبر الموتى، فى اللامكان واللازمان.
ولا وجود للحب إلا بعد أن نحترق فى الحريق.
ونصير كالرماد، كرمال الصحراء فى حلوان.
كأننا يا صديقتى متنا قبل الأوان.
رأيت المشهد فى الحلم، وعرفت أننا نمضى.
إلى حيث لا ندرى، فهل أكون فى الغد ما أريد أن اكون؟
شاعرة أو ناثرة أو حتى آثمة؟
هل أرى إسمى فوق كتاب ممنوع؟ وأشق السماء
بقلمى، وأجعل المطر رهن مشيئتى؟
والنهار والشعر والنثر
ينثال من خطيئتى، فليحرقنى الله فى نار جهنم
ولتشرب الأرض دمائى لكنى أبدا لن أموت.
- حلوان الثانوية 1947 -
قبل أن أغيب فى النوم كل ليلة، أقول لنفسى:
سيأتى الصبح حتما ولن أموت، وإن مت.
فلن يؤلمنى شئ بعد الموت.
لا السقوط فى الامتحان، ولا الضرب.
على أطراف الأصابع بالمسطرة.
ولا زمهرير البرد ولا لهيب الشمس ولا نار الجحيم.
لم أجد إلا صديقتى فى العنبر لأسألها، هل نموت.
وإن متنا هل يؤلمنا أن نموت؟ أين نحن
الآن فى عنبر الموتى، فى اللامكان واللازمان.
ولا وجود للحب إلا بعد أن نحترق فى الحريق.
ونصير كالرماد، كرمال الصحراء فى حلوان.
كأننا يا صديقتى متنا قبل الأوان.
رأيت المشهد فى الحلم، وعرفت أننا نمضى.
إلى حيث لا ندرى، فهل أكون فى الغد ما أريد أن اكون؟
شاعرة أو ناثرة أو حتى آثمة؟
هل أرى إسمى فوق كتاب ممنوع؟ وأشق السماء
بقلمى، وأجعل المطر رهن مشيئتى؟
والنهار والشعر والنثر
ينثال من خطيئتى، فليحرقنى الله فى نار جهنم
ولتشرب الأرض دمائى لكنى أبدا لن أموت.
- حلوان الثانوية 1947 -
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق