مند إن عاد إلى تلك المدينة - مدينته - وهو مندهش لكن ذالك لا يعني انه مندهش لتطور المدينة لكنه مندهش ومتألم مما إلى ألت إليه حالت تلك المدينة , لقد نشاء فيها وها هو يعود أليها ليجدها في كل مرة تزداد قبحا , أو ربما يراها هو كذالك بسبب علاقتهم المتوترة الغريبة نوعا ما
كان عمره سبع سنوات عندما تعرف إليها أول مرة , ببساطة كان مجرد طفل هزيل جاء من قائدة الثورة الحمراء واليوم أصبح شابا ويعيش في المدينة التي قادة الثورة الزرقاء ولكن كلما جاء وقت زيارته لمدينته يشعر بنفس الرعب الذي شعر به وهو طفل عندما عاد من المدينة التي قادة الثورة الحمراء وتعمق هذه الخوف لديه مع تصور غريب نشاء في عقله أن المدينة تبادله نفس الشعور فلا هو أحبها ولا هي أحبته ولا هي تعتبره احد أبنائها حتى تفتح لهم درعيها وتحني رأسهم على حضنها الدافئ , هو أيضا لم يبخل عليها بكل مشاعر الكراهية والاشمئزاز والاحتقار فكيف يمكن أن يقارن هذه المدينة الفقيرة القذرة الحارة التي تختبئ بين جوانبها افتك الآفات بمدينه زرقاء مثل التي يعيش فيها أو بمثل المدينة الحمراء التي ولذ فيها
في يوم من الأيام نهض والعرق يغطي كل جسده , نهض من سريره يلعن المدينة باقدع اللعنات , ومما زاد في غضبه هو انفصل التيار الكهربائي عن المدينة , لم يجد حل , جلس يفكر ولم يتوصل سوى إلى الحل الوحيد هو أن يخرج ليجلس على شاطئ البحر لعل بعض النسيم يداعب جسده ويستطيع إطفاء نيرانه
سار على البحر مبللا قدميه رآها كانت فتاة شابة جميلة جدا لم يرى لها مثيل في المدينة بل لم يرى لها مثلي أيضا في المدينة الزرقاء أو الحمراء , كانت الوحيدة التي تجرأت ونزلت إلى البحر عارية هي الوحيدة التي تحدت جميع الملوك والرعاة والقضاة والإلهة البشرية في تلك المدينة , كانت هي الوحيدة التي كسرة كل القيود الذكورية , وكان هناك بعض النساء اللواتي رحن يرقب فعلها المشين ويتهامسون عن نوع العقاب ألازم لها ومع أنها لم تكن خطيئتهم إلا إنهن رحن يرتجفن مثل ريش في وسط العاصفة ممن لا احد يعلم
اقترب منها أولا بدافع الفضول أو بدافع الرغبة لا يعلم بذالك إلا الشيطان فذا كنتم تعرفون الشيطان اسلوه بماذا كان يفكر بطلنا في حينها , كان يسرع الخطاء أليها مع كل اقتراب وكأنه كان خافا من أن تنشق الأرض وتبتلعها , كان يقترب وهو يستمع ترنيم تخرج من أفوه قبيحة بكلمة أقبح حول العذاب والألم الذي سوف يجنيه الكفر الذين يستحمون في البحر عراة , عندئذ حصل شي غريب فجئت توقف الكون عن الحركة أصبح كل شي جماد لكنه كان يعي ذاته , تقدمة منه همست في أدنه قائلة له । لقد انتظرتك منذ زمن طويل .قبل أن يعي الآخرون ذاتهم كان الجسدين ينصهران في بوتقة من القبل ويرتفعا في الهواء إلى أن أصبحوا أسرع من كل الطيور
لم يعلم الآخرين كيف احترق الجسدين لكنهم يقسمون جميعا أنهم رواء الجسدين يتحدان معا في الاحتراق وأصبحا شمسا بيضاء لم تلبث أن انفجرت وخرجت منها قطرات الماء النقي التي غطت كل المدينة وغسلت ادرأنها
غمر الماء الجميع تساقطت أقنعة الشر فكت أطواق النساء ابتسم الناس أخيرا وتذكروا فجئت أنهم لم يبتسموا منذ قرون رقص الجميع فرحا ولكنهم لم يستطيعون أن يعرفوا ما الذي حدث أو ربما لم يجدوا تفسير معقول في تلك اللحظات , وبينما هم مشغولين بفرحهم ارتقت احدي الفتيات ربوه صغيرة وصاحت أن يصمتوا قائلة هل تعرفون ما الذي حدث
وسط الدهشة التي ارتسمت في العيون قالت الفتاة أن المدينة مدينتا وجدت أخير حبيبها المنتظر أخيرا وجدت سبارتكوس لم تعد مدينتانا تدعى بعد اليوم مدينة القيد أنما مدينة الحرية,
تدعى بعد اليوم مدينة القيد أنما مدينة الحرية,ولكن من منا كان يعتقد أن المدينة تحب الشاب الذي ينفر منها أو أن الشاب الذي ينفر من مدينتها كان أكثر شخص يحبها في قرار نفسه من منكم كان يتوقع انه من رحم الألم والموت الظلم تولد الحرية ومن النتن يخرج الورد من منكم كان يعلم أن المدينة وسبارتكوس علمنا اليوم أشياء لم نتعلمها سابقا مثل الحرية والحب
صنعاء 15اكتوبر 2008